ريادة الشاورما

بدأت الحركة الريادية نشاطاتها في بداية ال٢٠٠٠ في توجه عام لتطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة نحو استغلال الموارد المتوفرة و اصبح اي شخص (تقريبا) يستطيع تاسيس شركة…

الحركة كانت مميزة في بدايتها لكن بعد اقل من٥ سنوات بدأت الفكرة بالاضمحلال واصبحت الريادة مقصورة على طبقة معينة… و النماذج الريادية الحقيقية اما ان تخرج من السوق بفعل فاعل او ان تخرج بفعل العوامل التجارية الطبيعية … مما يعني ان النموذج الريادي الذي تم تبنيه قد فشل في النجاح كون الشركة الصغير لم تستطع الصمود سنه واحدة بدون الدعم اللوجستي الاعلامي المادي او حتى المعنوي!!

اصبحت الاسواق مليئة بشركات متوسطة وصغيرة الحجم.. مريضة هرمة في غير سنها الطبيعي ذات فهم محدود للسوق .. فاصبحت الشوارع تعج بمحلات البوظة والشاورما والفلافل واصحابها الرياديين وغرورهم المضحك بانهم يكونون طبقه أومجموعة مميزة تقوم بالتحدث في المناسبات والمؤتمرات الاقتصادية في حين ان ارباحهم السنوية لا تتعدى الراتب السنوي لموظف اداري في منصب استرتيجي لشركة ذات ٢٠ سنه في السوق!!

المضحك في الموضوع اننا زرعنا فكرة الريادة والتميز في عقول هؤلاء الشباب.. لكن لم نفكر..هل هؤلاء الشباب مميزين باي طريقة؟؟

ماذا لو كان هنالك شاب او فتاة متوسط القدرات و لا يمتلك ما يجعله مميز… لا أقصد أي نوع من التجريح أو الإهانة لكن الرغبة بالشئ وامتلاكه أمرين مختلفين تماما… الجميع يرغب بأن يكون متميز.. لكن هل يمتلك اي شئ يميزه.. مهارة .. علم.. الخ..؟ هنا مربط الفرس. ثم ان الريادة و التميز شيئين مختلفين ايضا… الريادي هو من يتميز عن المميز المتعارف عليه… لكن سؤالي هنا .. هل كل من حقق ما هو في مستويات ال١٥٠ الف دينار دخل و نصفهم ربح يعتبر ريادي اعمال؟ يعني بعيدا عن التنظير و قريبا من الواقع و السوق… والقيمة المادية ..اعتقد بأنه ريادة المال و الأعمال يجب ان تحدد بسقف مالي غير سقف فكري..

هل اصبح العادي والمنطقي خطأ؟ هل كل من يطمح لوظيفة أمنه ومرتب جيد هو شخص محدود الأفق ممل روتيني ولا يشكل اي اضافة للمجتمع… غير ان يشتري سنديشة الفلافل والشاورما وسكوب البوظة؟